لذة الإبداع في حياة حواء |
* د. نوال السعداوي الإبداع مرآة تعكس حياة البشر، لذلك ينعكس العالم بما فيه من تغيرات أو حروب أو ثورات في الأعمال الإبداعية على اختلاف أنواعها. إن قصيدة من الشعر ضد الحرب مثلاً قد تكون أقوى أثراً في نفوس الناس من أي شيء آخر. وفي تاريخ الفن نماذج إبداعية هزت وجدان البشر بأكثر مما تفعل الزلازل. وهناك أعمال إبداعية بقيت رغم زوال العهود التي ظهرت فيها. وكم من ألحان باقية يتغنى بها الناس وإن ضاع اسم مؤلفها مع الزمن. وكم من أساطير وقصص باقية رغم مرور القرون وأعمال فنية إبداعية، وتماثيل منحوتة بقيت وإن مات أصحابها. لماذا يسعى الانسان لرؤية الفن والإبداع؟ لماذا نسعى لسماع قطعة موسيقى أو قراءة رواية أو رؤية نحت في الحجر؟! سؤال كان يراودني دائماً منذ حياتي المبكرة. كنت أدرك أنني حين أسمع الموسيقى أو اقرأ رواية جميلة أشعر بالمتعة. ومن أجل هذه المتعة يسعى الانسان إلى الأعمال الإبداعية، لكن لماذا هذه المتعة؟ وماذا في الإبداع يثير هذه المتعة في نفوس الناس؟ حين قرأت رواية (الأيام) لطه حسين وأنا تلميذة صغيرة بكيت من الألم، لكن رغم الألم أحسست بمتعة. خليط غريب من الأحاسيس يفجره الإبداع في النفس البشرية. هذه اللذة الممزوجة بالألم هي السر في بقاء الفن، والسر في قوته وتأثيره على البشر وقدرته على تغيير الانسان والعالم أيضاً. الإبداع قادر على تجاوز حدود الواقع إلى واقع آخر أكثر رحابة. وأهم ما يتجاوزه الإبداع هو (القيم) الراسخة في النفوس، والمتوارثة عبر الأجيال. يتجاوز الإبداع حدود القيم السائدة، ويخلق قيماً جديدة أكثر إنسانية وعدالة. ولهذا يبدو الإبداع مخيفاً. ولهذا قد يحكم على المبدعين أحياناً بالموت أو السجن أو النفي، لكن ما إن ينقضي ذلك الزمن أو العهد حتى يدرك الناس قيمة ذلك العمل الإبداعي، ويقام تمثال مجسم للفنان المبدع على حين يموت المسؤول الذي أصدر الحكم ضده. يلعب الإبداع دوراً في تشكيل القيم التي تبنى عليها الحضارة الجديدة التي لم تولد بعد. ونحن نعيش هذه الفترة الانتقالية بين حضارتين. واحدة في طريقها إلى الزوال والأخرى قادمة. فترة انتقالية صعبة مخيفة، لكنها هي أكثر الفترات ملاءمة للإبداع. فالإبداع لا يحدث إلا في هذه اللحظة الحرجة، لحظة الانتظار بين موت القديم وولادة الجديدة. لحظة أشبه بالعدم، معلقة بين الموت والولادة، متأرجحة بين المعلوم والمجهول. لحظة يكون فيها الانسان وحده تماماً، يواجه نفسه، يستلهم عقله الواعي وغير الواعي، يعتمد على نفسه تماماً، فيبدع شيئاً جديداً ويلعب دوره في تشكيل المستقبل، أو يسقط مع الساقطين في خضم الخوف والتشبث بذيل الماضي كما يتشبث الطفل بذيل أمه لا يعرف كيف يمشي وحده. الإبداع استقلال مبكر واعتماد منذ الطفولة على النفس وليس على الآخرين. |
2 مشترك
لذة الابداع فى حياة حواء
innocent child- ..::: وردة المنتدى :::..
عدد الرسائل : 1220
العمر : 33
الهوايه : القراءه
نقاط : 69552
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 01/07/2008
- مساهمة رقم 1
لذة الابداع فى حياة حواء
بكاء الليل- ((::مشرف قسم الترحيب::))
عدد الرسائل : 887
العمر : 31
نقاط : 69564
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 30/06/2008
- مساهمة رقم 2
رد: لذة الابداع فى حياة حواء
تسلم أيدك
ايه ياعم الحلاوة ديه كلها
ننتظر منك المزيد
وتقبل مروري
ولك التحيه
hany
ايه ياعم الحلاوة ديه كلها
ننتظر منك المزيد
وتقبل مروري
ولك التحيه
hany
innocent child- ..::: وردة المنتدى :::..
عدد الرسائل : 1220
العمر : 33
الهوايه : القراءه
نقاط : 69552
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 01/07/2008
- مساهمة رقم 3
رد: لذة الابداع فى حياة حواء
مشكور لمرورك
بكاء الليل- ((::مشرف قسم الترحيب::))
عدد الرسائل : 887
العمر : 31
نقاط : 69564
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 30/06/2008
- مساهمة رقم 4
رد: لذة الابداع فى حياة حواء
وانا بقرر شكري ليكي
وننتظر جديدك
وننتظر جديدك